Loading
الشباب المصرى يتعاون لسد الفجوة فى الفرص
أغسطس 26, 2015 in الاخبار

سد الفجوة الحالية فى الفرص المتاحة لمجموعات الشباب – على سبيل المثال الفجوة بين الشباب الذين يحصلون على المهارات والتدريب اللازم لنجاحهم، وهؤلاء الذين لا يحصلون على ذلك – كانت الشاغل الرئيسى للشباب المشارك فى اجتماع المائدة المستديرة الذى نظمه برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية التابع للتعاون الدولى الألمانى.

كان أغلب الشباب المشارك من مناطق عشوائية غير مخططة تقع فى قلب القاهرة، ومنها الوراق، ومساكن جزيرة الدهب، وعين شمس، وجميعهم شارك فى تدبير المسار السريع التابع لبرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية فى الفترة 2011- 2013، حيث شارك الشباب فى عمليات صنع القرار، وأصبحوا ممثلين لقطاع الشباب من السكان فى مجتمعاتهم، قام الشباب المشارك بلقاء طلبة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة الذين يمثلون مؤسسة جائزة هولت، وهى منظمة غير هادفة للربح تكرس نشاطها لإطلاق الموجة القادمة على مستوى العالم من أصحاب المشروعات الاجتماعية الحرة.

وقد اتفق جميعهم على أن سد الفجوة فى الفرص يقطع شوطاً طويلاً أكثر من مجرد منح الشباب من مختلف الخلفيات الاجتماعية، ومختلف البيئات فرصة الحصول على تعزيز التدريب والمهارات، ومن وسائل معالجة هذه الفجوة تيسير التفاعل و التواصل النشط بين مجموعات الشباب، وطلبة الجامعات، وأعضاء المنظمات غير الحكومية، ونشطاء التنمية الشباب، ولابد من دعم مجموعات الشباب لتبادل الخبرات والتعاون من أجل توليد الزخم وتعزيز الأثر العميق.

وجاء على لسان “علياء يونس” – مديرة جائزة هولت بالجامعة الأمريكية وهى أيضًا إحدى طالبات الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتعد حاليًا دراسة ماجستير حول الصحة العامة – “نود خلق نسخة مصرية لجائزة هولت، تكون أكثر شمولاً وتتيح للشباب وشباب الجامعات الفرصة للتعاون فى إقامة مشروعات اجتماعية مبتكرة لتلبية الاحتياجات الفعلية للأشخاص”.

وجاء على لسان “باسم بهنان” – أحد نشطاء التنمية الشباب من منطقة الوراق –  ” أصحاب المشروعات الاجتماعية الحرة يحتاجون أكثر من مجرد أفكار جيدة أو نهج ابتكارية واختراعات، إذا كان لديهم بالفعل رغبة حقيقية فى تغيير المجتمعات المحلية فعليهم أن يفهموا الاحتياجات الفعلية للأشخاص وأن يتفاعلوا مع آلامهم”، وباسم هو أحد أفراد فريق من الشباب المتطوعين، وقد شارك العام الماضى فى تأسيس جمعية تعاونية مبتكرة للتأمين الصحى تقدم لسكان مجتمعه خدمات صحية عالية الجودة بأسعار زهيدة.

وفى ظل وجود أكثر من 29% من الشباب المصرى العاطل عن العمل والافتقار إلى فرص العمل الجيدة للشباب الطموح والمتحمس، تأتى المشروعات الاجتماعية الحرة كمصدر سخى يمكن الشباب أن يخلق فرص عمل بأنفسهم. ووفقًا لأحد الدراسات الحديثة التى أجراها المجلس القومى للسكان بعنوان ” احصائية الشباب فى مصر 2014” فإن نسبة الشباب والشابات من أصحاب الأعمال أو العاملين لحسابهم الخاص ارتفعت إلى 13.3٪ بالنسبة للذكور و 5.7٪ بالنسبة للإناث فى عام 2014 مقارنة بعام 2009 الذى وصلت فيه نسبتهم إلى 3.7٪ و 3.2٪ على التوالى.

ومن الجدير بالذكر أن فترة الخمس إلى عشر سنوات الماضية شهدت زخمًا ملحوظًا فى نشاط المشروعات الاجتماعية الحرة فى مصر. وعلى الرغم من تمكن مؤسسات مثل أشوكا، وسينرجوس، وجمعية نهضة المحروسة، ومؤسسة اتجاه من إثبات حضور قوى وملموس لها فى القاهرة، فقد ظلت الجهود الرامية إلى تمكين الشباب من خلال المشروعات الاجتماعية محدودة فى نطاقها ولم يُسمح إلا لفئات وشبكات قليلة الاستفادة منها. وفيما يتعلق بالمعوقات التى تواجه المشروعات الاجتماعية الحرة فهى تتضمن الافتقار إلى المشورة والنصح، ونقص معلومات الأعمال. ويعد هذين المعوقين من ضمن أبرز التحديات وأكثرها شيوعًا التى أشار إليها أصحاب الأعمال الحرة من الشباب فى المسح المذكور أعلاه.

ويشكل اجتماع المائدة المستديرة جزءًا من مرحلة جديدة من مراحل التدبير المعنى بالشباب الذى ينفذه برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية والذى يتم تصميمه وهيكلته بالتعاون الوثيق مع المجموعات الشبابية فى سبيل نشر ثقافة المشروعات الاجتماعية التى ستمكن هؤلاء الشباب من مواجهة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المزمنة القائمة فى المجتمعات المحلية، مع مساعدتهم فى نفس الوقت على خلق فرص عمل لأنفسهم ولنظرائهم كذلك. ويهدف التدبير المذكور، والذى يتكون من سلسلة من ورش العمل التدريبية بالإضافة إلى تقديم المشورة والتوجيه، إلى خلق بيئة داعمة وربط الشباب بالمسؤولين الحكوميين والشركات. وتجدر الإشارة إلى أن إشراك مجموعات مختلفة من الشباب، الفاعلين فى جميع نواحى الحياة والذين يتمتعون بخلفيات تعليمية وخبرات حياتية متنوعة، فى تصميم المشروعات الاجتماعية المختلفة وتنفيذها، وكما إتفق الشباب أن يضيف الكثير إلى عمليتى التصميم والتنفيذ وأن يحسنهما بصورة كبيرة، كما أن إشراك الشباب فى هاتين العمليتين يسمح لهم بالحصول على المعلومات وإيصالها على نطاق أوسع عبر الشبكات الاجتماعية والمهنية المختلفة.

European Union German Cooperation GIZ Ministry of Planning