برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية والمؤتمر العربى الثانى المعنى بالحد من مخاطر الكوارث
يمكن تسمية شهر سبتمبر 2014 بشهر التوعية حول تغير المناخ. فإلى جانب مؤتمر القمة المعنى بتغير المناخ الذى عقدته الأمم المتحدة فى نيويورك يوم 23 سبتمبر، تم عقد مؤتمرات إقليمية أخرى للتأكيد على الحاجة الملحة للتغيير وإيجاد حل لهذا الموضوع. فتغير المناخ يحدث الآن وعواقبه على حياة الناس أصبحت ظاهرة بالفعل على نطاق عالمى. وتعتبر شبه الجزيرة العربية بصفة خاصة المنطقة الأكثر تضررا من تغير المناخ، والذى يتم الشعور به غالباً فى شكل أحداث مناخية قاسية. ومع استمرار النمو المتزايد لعدد سكان الحضر فى المنطقة، فإن تغير المناخ سيكون له أثر كبير على التنمية المستقبلية للمدن العربية وأصبحت الحاجة إلى التكيف معه ضرورة ملحة. لذا، فقد كان تغير المناخ أحد الموضوعات الهامة التى تمت مناقشتها فى المؤتمر العربى الثانى للحد من مخاطر الكوارث الذى عقد فى شرم الشيخ، بمصر فى منتصف شهر سبتمبر 2014.
وخلال المؤتمر، قام برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية (PDP) بتنظيم ورشة عمل على هامش المؤتمر بعنوان “تغير المناخ فى المدن” والذى ركز تركيزاً رئيسياً على التأكيد على حاجة المدن إلى زيادة مرونتها وقدرتها على تحمل مخاطر الكوارث الناتجة عن تغير المناخ. علاوة على ذلك، قام برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية PDP بتطبيق النهج التشاركى الخاص به للتكيف والمرونة فيما يتعلق بتغير المناخ من خلال توضيح المفهوم الرئيسى لتغير المناخ والتحضر، والتفاعل المتبادل بين المدن وتغير المناخ، وكذلك نهج برنامح PDP فى معالجة هذه المسألة فى منطقة القاهرة الكبرى. وقال كارل فيليب شوك، رئيس مكون “التكيف مع تغير المناخ فى المناطق الحضرية العشوائية” ببرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية: “إن الظاهرتان الرئيسيتان اللتان توجهان مسار التنمية فى المنطقة العربية فى القرن الحادى والعشرين هما التحضر السريع وتغير المناخ”، وأضاف قائلاً: “لقد أصبح تغير المناخ واقعاً عالمياً ويعتبر الآن احد أهم التحديات التى يواجهها العالم ويستشعر أثره فى جميع البلدان حول العالم، ولكن بدرجات متفاوتة وعلى مستويات مختلفة”.
إن الدروس والخبرات المستفادة حول الممارسات الجيدة فى مجال بناء القدرات والتوعية والتى أوضحتها المدن العربية الأخرى التى شاركت فى هذه الورشة الجانبية، وهى القاهرة (مصر)، بترا (الأردن)، رام الله (فلسطين)، ومدينة سلا (المغرب)، أوضحت تجاربها فى هذا الشأن ونتج عنها توصيات حول كيفية إدارة مخاطر تغير المناخ فى المدن الحضرية. وعلى الرغم أن المناطق الحضرية تكون عرضة بصفة خاصة لتغير المناخ، إلا إن هناك كمية هائلة من الفرص فى المدن للتكيف مع آثار تغير المناخ، وزيادة مرونتها على المقاومة، وتخفيف مخاطر الكوارث. والأمثلة على ذلك تشمل مدينتى القاهرة، وبترا، ورام الله، والتى تتصف كل منها بأنماط تحضر مختلفة وتحديات التعامل مع تغير المناخ.
وقد تضمنت هذه الورشة الجانبية مناقشات حيوية دارت بين المتحدثين والحضور والتى كان من أبرز موضوعاتها القضايا التالية:
الأسئلة أو القضايا الرئيسية التى أثيرت، والتحديات أو المعوقات التى حددها المتحدثون:
آثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية الأخرى فى المناطق الحضرية (المدن) والفئات الأكثر تعرضاً لها مثل النساء، وكبار السن والأطفال الذين يعيشون فى المناطق المعرضة للتأثر مثل المناطق العشوائية أو المجموعات الفقيرة.
الصلة الضعيفة بين الحكومة المركزية واستراتيجياتها وخططها الوطنية والحكومات المحلية المسئولة عن تنفيذها على أرض الواقع.
عدم وجود أو توفر صندوق تمويل أو مخصصات مالية للمدن لمواجهة تحدى تغير المناخ ومخاطره.
الحلول، والرسائل أو التوصيات الرئيسية المقترحة التى طرحها المتحدثون:
اللامركزية فى التعامل مع مخاطر الكوارث وتغير المناخ أمر غاية فى الأهمية .
إنشاء صندوق عربى لإدارة مخاطر الكوارث وآثار تغير المناخ يمكن أن يكون أحد الأدوات الهامة لدعم المدن المحلية فى تنفيذ الاستراتيجيات والخطط القائمة أو إعداد خططتها الخاصة لمواجهة تلك التحديات.
التوأمة/التشبيك بين المدن ذات الخبرة الجيدة وتلك الأقل خبرة يعد أمر فى غاية الأهمية.
القضايا والاقتراحات والمخاوف الرئيسية و الاقتراحات أو التوصيات التى أعرب عنها المشاركين:
أهمية تعزيز مؤسسات وتشريعات المدن المحلية لتكون قادرة على التعامل مع آثار تغير المناخ فى المناطق الأكثر ضعفا (موريتانيا)
دمج قضايا تغير المناخ وإدارة مخاطر الكوارث ضمن خطط التنمية المحلية من شأنه أن يقلل من التكلفة والوقت (المغرب)
تعليقات ختامية من رئيس الجلسة:
موضوع تغير المناخ فى المدن هو موضوع ناشئ يحتاج إلى المزيد من الاهتمام من الباحثين والممارسين وصانعى السياسات.
هناك إمكانية جيدة للحد من مخاطر تغير المناخ على المدن الحضرية إذا تم تمكين الحكومات المحلية من قبل الحكومات المركزية من خلال تخصيص الموارد المالية وتزويدهم بالقدرة الفنية المطلوبة.
استخدام النُهج التشاركية مثل نظم المعلومات الجغرافية ورسم الخرائط المجتمعية أمور غاية فى الأهمية لإعطاء الفرصة للجمهور (وخصوصاً النساء، والأطفال، والشباب) والمنظمات غير الحكومية المحلية لدعم جهود الحكومة المحلية لمواجهة تحدى مخاطر تغير المناخ وآثاره.
رفع الوعى والتعليم مهم جدا لتمكين المواطنين.
استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وشبكات المحمول (الرسائل النصية SMS) تعد وسيلة منخفضة التكلفة لإعلام الجمهور بدوره فى مواجهة آثار تغير المناخ ومخاطره.
ينبغى على الجهات المانحة ومؤسسات التمويل إيلاء مزيد من الاهتمام للمدن الصغيرة والمتوسطة ذلك لأن معظم المشاريع الممولة يتم توجيهها إلى العواصم والمدن الكبرى.
فى إيجاز، فإن مفتاح النجاح فى مكافحة الأثار الخطرة الناتجة عن تغير المناخ على البنيات التحتية للمدن وعلى الاقتصاد والصحة العامة يكمن فى التحول الضرورى فى السياسات الحضرية التى تساعد على تحديد أولويات الدعم الموجه من السلطات المحلية والمجتمعات المدنية إلى المجتمعات الحضرية الأكثر عرضة لمجموعة متنوعة من مخاطر الكوارث. وأحد المناهج الأخرى الواعدة بالنجاح هو نهج المشاركة والاعتماد على أفراد المجتمع حيث يتم توعية السكان ومنظمات المجتمع المدنى حول مفاهيم التكيف مع تغير المناخ، وزيادة المرونة والقدرة على مواجهته، وإدارة مخاطر الكوارث، وحيث يمكنهم المساهمة الإيجابية فى تنفيذ خطط العمل لزيادة قدرة ومرونة مدنهم.
من المقرر أن يعقد برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية (PDP) ورشة العمل الثانية لتقديم المعلومات فى 15 سبتمبر بفندق كونراد من الساعة 9:00 صباحاً وحتى الساعة 5:00 عصراً. وتدعم هذه الورشة إطلاق الدعوة الثانية لتقديم المقترحات والتى تركز على مشروعات التعليم، وإدارة المخلفات الصلبة، والترفيه، والشباب، والنقل، والبيئة، وتغير المناخ.
يقوم برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية (PDP) بتبادل المعرفة مع المشاركين فى مجالات الصحة والتعليم والنقل، ومنحهم الفرصة للحوار. ولاستكمال الموضوع ستكون هناك جلسة حول تصميم المشروعات.
المشاركون المدعوون هم شركاء البرنامج والمتقدمين المحتملين للحصول على المنحة بموجب هذه الدعوة الثانية لتقديم المقترحات.
ويكون جدول أعمال الورشة على النحو التالى:
جدول أعمال ورشة العمل 15 سبتمبر
9:00 – 9:30
التسجيل
9:30 – 10:00
كلمة ترحيب وتصريحات افتتاحية من السيد/مايكل هيثكوت، رئيس إدارة المنح، برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية (PDP) المنفذ بواسطة التعاون الدولى الألمانى (GIZ)